التخطي إلى المحتوى
محتويات
الرجل الصفر 2019 ، Man negative 2019

الرجل الصفر 2019 ، Man negative 2019

اهلا وسهلا بكم اعضاء وزوار حنين الحب


وأعني بالرجل الصفر ذلك الرجل الذي يتصفُ بالسلبية ودنو الهمة، ذلك الداء الخطير
الذي أصاب الكثير من المسلمين وخاصة الشباب والفتيات، و كم أن هناك رجلا صفر،
أيضا هناك امرأة صفر.
وكل ما قيل في هذا الموضوع يشمل الرجال والنساء معاً، إلا في ما يختص به
الرجال من مجال، ولذلك على النساء أن ينتبهن وأن يتابعن مثل هذا الموضوع فإنها
تشارك الرجل في كل كلمة تقال فيه.
إنك إن بحثت عن شبابنا كأمة إسلامية وجدتهم وللأسف على الأرصفة وفي
الاستراحات وفي الصيد والرحلات وعلى المدرجات الرياضية وخلف الشاشات،

وإذا بحثت عن فتياتنا ومهج قلوبنا فإذا بهن في الأسواق خلف الخرق والأقمشة، أو
خلف سماعات الهاتف يمزقن الفضيلة، أو مع مجلات وروايات تنشر الرذيلة، أو أمام
الشاشات والأفلام حتى أصبحن بلا هوية وبلا هدف وبلا مبدأ ولا عزيمة ولا همة،
شهوات في شهوات، ولذات في لذات وآهات وزفرات وحسرات إلا ماء الله من النخبة –
القليلة . –

وإني لأعجب أيها الأخوة، ألم يمل أولئك هذه الحياة؟ ألم يسألوا أنفسهم هب أننا
حصلنا على كل ما نريد، ثم ماذا؟ ألم يسألوا أنفسهم هذا السؤال؟ ثم ماذا في
النهاية؟ الموت والحساب والعذاب والقبر والصراط والنار.

إن الموت نهاية الجميع، لكن شتان بين من مات في أمر حقير، وبين من مات في أمر
عظيم

ألم يأن لشبابنا ولفتياتنا أن يعلموا حقيقة الحياة، والغاية التي من أجلها خلقوا؟
ألم يأن للران أن ينقشع عن القلوب، قبل أن يجمدها هادم اللذات؟

أعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها، اللهم أحيي قلوب المسلمين، اللهم أحيي
قلوب شبابنا وفتياتنا، اللهم أحيي قلوب الشباب الصالحين، اللهم ردها إليك ردا
جميلا، الهم أنفعها وأنفع بها يا حي يا قيوم.
أيعقل أن يصل الأمر بمسلم أو بمسلمة يحمل في قلبه لا إله ألا الله أن يصل بهم
الأمر إلى هذا الحد من الغفلة والضياع والحيرة والتردد؟
أيها الأخ الحبيب أيتها الأخت الغالية، إن للا إله إلا الله نورا في القلب فهل انطفاء هذا
النور؟

فأقول إلى كل من أبتلي بهذا الداء أو بشيء منه، أقصد السلبية ودنو الهمة، إلا
كل من ابتلي بهذا الداء أو بشيء منه
ومن أهم مظاهر السلبية ودنو الهمة،
من أهم صفات ذلك الرجل الصفر أو المرأة الصفر

– الخمول والكسل:

الرجل الصفر أو المرأة الصفر لا يكلف نفسه القيام بشيء، حتى في مصالحه
الشخصية بل ربما في ضروريات حياته كالدراسة أو لوظيفة أو حتى بيته وطلباته،
فماذا نقول إذا مع حاله مع العبادات والطاعات من قيام ليل وصلاة وتر ومن السنن

كيف حاله مع قضايا المسلمين والاهتمام بها؟ وكيف يحمل هم هذا الدين والدعوة
إلى الله عز وجل؟.
الرضاء بالدون مع القدرة على ما هو أحسن: –
مظهر ثاني من مظاهر الرجل الصفر، قال ابن الجوزي في صيد الخاطر ) من علامة
كمال العقل علو الهمة، والراضي بالدون دنئ(

– التقيد بروتين الحياة وعدم التطلع للجديد:



من مظاهر الرجل الصفر التقيد بروتين الحياة وعدم التطلع للجديد

أترضى أن تكون من التخفيف والرحمة؟ أترضين أيتها الأخت المسلمة الغالية أن


تكوني من الهمج الرعاع؟ والله لا نرضى نحن لمسلم أن يكون تخفيف ورحمة، فضلا


على أن يكون من الهمج الرعاع.


كيف يرضى مسلم عاقل أن يقتله روتين الحياة ورتابتها؟




– الاستجابة للنفس الأمارة:


من مظاهر الرجل الصفر الاستجابة للنفس الأمارة، الاستجابة لشهواتها ولذاتها بل


وتمكينها قيادة العقل وتغييبه حتى لم يعد للنفس اللوامة مكانا،



– كثرت الجلسات والدوريات:


ومن المظاهر أيضا كثرة الجلسات والدوريات وضياع الأوقات وهذا من اخطر المظاهر


التي ظهرت وانتشرت أخيرا



إن من فكر وجد وإن من حرص وحمل الهم عرف كيف يعمل، أما الجلوس في


المجالس وعلى الأرصفة والاستراحات والكلام والقيل والقال فيما لا ينفع،


التهرب من كل عمل جدي: –

مظهر سادس من مظاهر السلبية القاتلة في صورها المتعددة التهرب من كل عمل


جدي، وعدم الاستعداد للالتزام بأي شيء




تعطيل العقل: –


وتعطيل العقل موضوعه يطول ولعلكم تسمعونه قريبا إن شاء الله بدرس خاص بهذا –


العنوان “تعطيل العقل”،


مظهر سابع من مظاهر السلبية تعطيل العقل وعدم التفكير، إن فكر كثير من


المسلمين والمسلمات واستخدم عقله فإذا هو يفكر فيما يحبه ويشتهيه كالرحلات


والصيد والجلسات والملذات، وكأنها الهدف الذي خُلق لها.



عقدة المستحيل: –


مظهر ثامن من مظاهر الرجل الصفر أو المرأة الصفر عقدة المستحيل ولا أستطيع ولا


اقدر مظهر من مظاهر السلبية ودنو الهمة،


التثبيط والتيئيس للآخرين: –


فإن الرجل الصفر لا يكتفي كما أسلفت بعدم المشاركة، بل أصبح قاطع طريق وعونا


للشيطان وحزبه، فتجده يخلق الأعذار والأسباب، وربما ألبسها الصبغة الشرعية




الضعف والفتور: –


من مظاهر الرجل الصفر في مثل هذه الواقع الضعف والفتور أثناء أوقات العافية، أو


في مراحل العمل الجاد



لماذا كثير من المسلمين والمسلمات أصبحوا فعلا أصفارا لا قيمة لهم على هامش


الحياة؟ لا معنى لهم، لا قيمة لهم، لا يقدموا شيئا لأنفسهم فظلا أن يقدموا شيئا



لعقيدتهم ودينهم وهدفهم ومبدئهم.


لماذا؟ أسمع إلى هذه الأسباب التي اجتهدت فيها وأسأل الله أن يوفقني للصواب.


أول هذه الأسباب الجهل والغفلة:


أو الغفلة عن الغاية التي من أجلها خُلق، فأقول لكل إنسان، ولكل إنسانه، ألست


مسلما؟ أو لست مسلمة؟ ألم ترضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه


وسلم نبيا ورسولا؟ ألا تعلم أن الغاية التي من أجلها خُلقنا هي تحقيق العبودية لله


عز وجل في الأرض؟ هذا هو الهدف الذي من أجله خلقنا. عبودية الله وتحقيق


العبودية لله تعالى على هذه الأرض.




إذا الغاية التي من أجلها خلقنا هي العبادة، هي عبادة الله ولكنها ليست العبادة


فقط في المسجد، أو ليست الصلاة والصيام والحج والزكاة، لا وآلف لا.


وإنما العبادة التي يريدها الله عز وجل، العبادة بمفهومها الشامل، العبادة بمفهومها


الكامل، العبادة التي عرفها أهل العلم يوم أن قالوا ” أسم جامع لما يحبه الله ويرضاه


من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة “، هكذا يريد الله عز وجل أن تكون العبودية،




المهم أخلص النية في ذلك لله عز وجل، وأحتسب ذلك عند الله سبحانه وتعالى،


المهم أن يكون ذلك العمل مرضي لله عز وجل


إذا فالهدف يكون دائما في مخيلة كل مسلم


أما إذا ضاع الهدف أو لم يتضح له فإن الإنسان يتخبط


السبب الثاني صحبة ذوو العزائم الواهنة والهمم الدنيئة:


وهذا السبب من أكثر الأسباب تأثيرا، فالإنسان سريع التأثر بمن حوله، ولهذا كان


التوجيه النبوي )الرجل على دين خليله،




ومن الأسباب أيضا نسيان الذنوب:


الغفلة عن الذنوب وقتل الشعور الخطأ، أو إن شئت فقل ضياع الوازع الديني أو


النفس اللوامة


الرجل الصفر أسير للمعاصي والذنوب، قيدته وكبلته، فإذا حدثته بالعمل والتحرك شكا


لي ضعفه وكثرة ذنوبه


إن قلب المؤمن والمؤمنة ذلك القلب الحي يرتعش لمثقال ذرة من خير أو شر، وفي


الأرض قلوب لا تتحرك من الذنوب والمعاصي والعياذ بالله.



لماذا نعمل؟ لنسأل أنفسنا، اسأل نفسك أيها الحبيب، واسألي نفسك أيتها الغالية


لماذا نعمل، ولماذا نتحرك؟


لماذا نحبس أنفسنا عن الشهوات مع أن الله عز وجل قد جبل هذه النفس على


الشهوات وحبها؟



فلماذا إذا نحرمها من الشهوات؟


لماذا نحرم أنفسنا من الجلسات؟


لماذا نجاهد أنفسنا؟ لماذا تبح أصواتنا؟


لماذا نصرف أموالنا؟


لماذا نغض أبصارنا؟


لماذا نحفظ أسماعنا عن سماع الحرام والغناء وغيره؟


لماذا نمسك اللسان عن الكلام؟


لماذا نطعم الطعام؟


ولماذا نكثر الخيرات، ونكثر السلام؟


لماذا نحرص على القيام والصيام؟




يظن أصحاب الشهوات والمعاصي أنه ليس في أنفسنا توقا ولا شوقا إلى هذه


الشهوات، بل والله إن في أنفس الصالحين شوقا إلى كثير من الشهوات، أيا كانت


هذه الشهوات،


شهوة المال،


شهوة الفرج،


أو شهوة البطن



لكن ما الذي يردنا وما الذي يمنعنا؟، إنه خوف الله عز وجل،


)إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا(


علنا أن نسمع النتيجة بفرح وسرور يوم أن يقول الحق عز وجل:


)فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا، وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا،



جزاء على ما صبرتم،


جزاء على ما حبستم النفس عن شهواتها،


جزاء على ما تكلمتم ونصحتم وأنكرتم وأمرتم،


جزاء على ما بذلتم من أموالكم وفعلتم وتقدمتم وتحركتم،



سبب أخر الخوف والأوهام:


فالخوف أكل قلب الرجل الصفر، أكل قلوب الكثيرين وهم أحياء


.




سبب سادس التردد والتذبذب الحيرة والارتياب:


هذا السبب جعل كثيرا من الناس سلبيا، وجعل كثيرا من الناس صفرا، فهو لا يدري


من يرضي ولا يدري من يتبع،


عليك بالعمل فإنه خير دليل على سلامة المنهج.


فإن الله يطالبنا بالعمل وليس بالجدال والمراء وتتبع الزلات والأخطاء



سبب سابع عدم الثقة في النفس:


عدم الثقة في النفس والورع الكاذب الذي أصيب به عدد من المسلمين، فتجده


يعتذر عن إلقاء كلمة لأنه لا يستطيع وهو قادر


أما أن تجلس وأما أن تقعد وأن تتسكع بين شهوات النفس ولذاتها فلن نرضاه لك


أبدا، فمتى تتخلص من عقدة لا أستطيع ولا أقدر؟


وإذا قلنا له مثل ذلك قال )لا يكلف الله نفسا إلا وسعها(، وأقول إن في وسعك الكثير،


فحاول وجرب



سبب ثامن وأخير أمراض القلب:


كالحسد وسوء الظن والغل فإذا أصيب القلب بهذه الأمراض انشغل بالخلق عن


الخالق،


وأقول هل أنت رجل صفر؟ وهل أنتي امرأة صفر أم لا؟


امتحان يسير لمعرفة النفس، أجب بينك وبين نفسك على هذه الأسئلة السريعة:



انظر لنفسك عند قراءة كتاب بل رسالة من الرسائل الصغيرة؟


انظر لنفسك عند حفظ شيء من القرآن والاستمرار عليه؟


انظر لنفسك عندما تريد الإنفاق أو التردد في المقدار؟


انظر لنفسك عند قيام الليل، بل عند المحافظة على الوتر؟


انظر لنفسك وتقصيرك في الدعوة إلى الله والشح في الوقت لها؟


انظر لنفسك عند طلب العلم، والمواصلة والاستمرار على ذلك؟


انظر لنفسك والشجاعة في إنكار المنكرات وتحمل الأذى في سبيل الله؟


انظر لنفسك والاشتياق إلى الجنة والسعي لتكون من أهلها؟


انظر لنفسك واهتمامها بالمسلمين وأحوالهم، وهل تحز لمصابهم، وضابط ذلك الدعاء


لهم؟


انظر لنفسك في الأعمال الخيرية، والمشاريع الدعوية ومدى حرصك عليها والرغبة


فيها.



أجب على نفسك بهذه الأسئلة السريعة وغيرها، حتى تعلم هل أنت رجل صفر، أم


أنك رجل ممتاز، أجب على نفسك بصراحة، فإن أو العلاج أن تعرف الداء وأن تعرف أنك


أخطأت، فأتهم النفس وقف معها وصارحها، عندها سينطلق الإنسان.


أخيرا: ما هو العلاج؟؟



وما هو الطريق؟، أقول العلاج يتلخص في هذه النقاط السريعة:




الخوف من الله.


خير زاد لعلو الهمة، أحرص على خوف الله أملئ قلبك بخوف الله، راقب الله، اعلم أن


الله يراك،



مصاحبة أصحاب الهمم العالية.



النظر في سير المجتهدين.


والشعور بألم الفوات، اسأل نفسك بحق كم يفوتك من الحسنات؟ كم من الناس


اهتدوا فكانوا في موازين الآخرين، لماذا لم يكونوا في موازين أعمالك أنت؟



من قال أن الوقف لله يجب أن يكون مالا أو عقارا؟ يمكن أن تطرح فكرة للمسلمين


عامة فيعمل بها، فتكون هذه الفكرة وقف لله تعالى، أنت صاحب الوقف تؤجر عليها


إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.


فتش عن ما وراء الأكمة.




وأخيرا أقول:



نعم أيها الأخوة في الله فوصيتي لنفسي ولكل مسلم ومسلمة يؤمن بالله واليوم


الآخر أن لا تضيع عليه ساعات عمره إلا بنفع وفائدة، فأنت والله مسؤول أمام الله عز


وجل


فرق كبير بين قولك “رب اجعلني من الصالحين” وقولك “اللهم اجعلني من الصالحين


المصلِحين”.


فرق كبير بين قولك “اللهم انفعني” وقولك “اللهم انفعني وانفع بي ” .




متى يستيقظ الأخيار إن لم يستيقظوا الآن؟


متى يتحرك الصالحون إن لم يتحركوا الآن؟


متى يستيقظ المسلمون إن لم يستيقظوا الآن؟


أليس في قلوبنا غيرة؟ أليس فينا حياة؟ متى نشعر بالتحدي وأعداء الله عز وجل


يشمتون بهذه العقيدة ليل نهار؟



جعلوا الباطل حقا، والحق باطل، وجعلوا الوضيع شريفا والشريف وضيعا،


كل المصائب قد تمر على الفتى……تهون غير شماتة الأعداء


اللهم إن بلغت اللهم فاشهد


ربي تقبل عملي ولا تخيب أملي



للشيخ : ( إبراهيم الدويش )

اللهم تقبل منا صالح الاعمال


التعليقات

  1. الله يجزاك كل خير على مجهودك…
    ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك…
    ننتظر جديدك…

  2. رووووووعه
    طَآب ليٍ آلمَكوثْ حقآ هَنَآ
    رآآآقٌ ليِ مآسطرتَـه هذه آلحَروفٌ
    سَلَمِتْ أٌنآملِـگ عَلََى الـآنتقآء آلمميٍـز
    لـآحُرمنًآ آلمولى هًذآ الهطًول آلجمَيـٍل
    لروَحِـگ گـلً آلـوَد و
    محًبتيٍ وآحتَرآميٍ
    تقبل مروري

  3. رضخ قلمي لفتنة قلمكم
    ثناء وتحية اجلال لسلسبيل ابداعكم
    نرجسية فاتنة لروحكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *